الولايات المتحدة الامريكية وتركيا-اعادة تفعيل الشراكة الاستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط
الكلمات المفتاحية:
الدور التركي، أدارة باراك أوباما، الشرق الأوسط، السياسة الخارجية الأمريكيةالملخص
تركز هذه الدراسة على فاعلين أساسين في الشرق الأوسط احدهما يتمثل في الولايات المتحدة الامريكية باعتبارها لاعبا دوليا تفرد خلال العقدين الماضيين في ادارة ملفات التأزم في مناطق التوتر العالمي ومنها منطقة الدراسة،ومتابعة التحول الحاصل في رؤية الأدارة الأمريكية الحالية (ادارة الرئيس باراك اوباما ) للوسائل التي ينبغي توظيفها لاعادة تعريف علاقاتها ببلدان المنطقة من ناحية وتحصيل المصالح من ناحية ثانية. اما الفاعل الثاني فهو تركيا باعتبارها لاعبا اقليميا مهما يمر بمرحلة تحول حاسمة في تاريخ علاقته بالمنطقة والعالم معا ،تركيا التي تعيد من خلال نخبها السياسية الجديدة تعريف نفسها ومصالحها ودورها في الفضاء الشرق أوسطي، تركيا التي يخطط لها حزب العدالة والتنمية لتكون قوة دولية عبر بوابة القيادة الأقليمية ومن خلال توظيف الامكانات الذاتية والموضوعية التي تعينها على تحقيق هذا الهدف. وكلا الفاعلين ( الدولي والاقليمي ) يحتاجان الى بعضهما في تحقيق طيف واسع من المصالح المرتبطة برؤيته الموضوعة للمنطقة وتقليص هامش المشاكل والصعوبات التي تعترض سبيله في ذلك. لكنهما يعانيان وبشدة من مواجهة ضغوط التباين في المواقف أزاء الازمات التي حفلت بها سنوات ما بعد الحرب الباردة خصوصا في محيط منطقة الدراسة وعززتها السياسات المتشنجة لادارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأبن وافراطها في استخدام القوة كوسيلة مفضلة في التعامل مع مشاكل المنطقة وأزماتها ومبالغتها أيضا في تجاهل ادوار الحلفاء الاقليمين ومصالحهم وما يمكن ان يقدموه لها في هذا المجال. معنى ذلك ان الفاعلين الأمريكي والتركي بحاجة ماسة الى قراءة متأنية لمصالحهما المشتركة وما يمكن أن يؤديه كل منهما للآخر ،ومراجعة سجل العلاقة القريبة بينهما لتجاوز نقاط الخلاف التي زادت من شقة التباعد بينهما خلال المرحلة الماضية في اطار عملية واسعة لاعادة تفعيل علاقة التحالف القائم أصلا بينهما في بنية حلف الناتو منذ عام 1952 وهو التاريخ الذي شهد العضوية الكاملة لتركيا في الحلف المذكور.