الازمة السورية و استراتيجية التدخل الروسي في المنطقة العربية
الكلمات المفتاحية:
سوريا , الولايات المتحدة , الحرب في سورياالملخص
لقد عدت الازمة السورية تطورا مفصليا يتوقف عليه مستقبل توازنات القوى الاقليمية والدولية بالمنطقة كما انها كانت كاشفة فيما يتعلق بهيكل النظام الدولي الجديد ومدى قدرة روسيا على تحدي الارادة الامريكية وحماية مصالحها ونفوذهما من خلال محاولات واشنطن الدائمة للانفراد بأدارة الشأنين الاقليمي والدولي كما ان الازمة السورية يمكن وصفها بازمة سياسية عميقة تسبب فيها الاحباط الذي اصاب قطاعات واسعة من الشعب السوري والذي تطلع الى الاصلاح السياسي واحترام حقوق الانسان ،فسوريا تمثل رمانة التوازن الاستراتيجي في منطقة الشرق الاوسط والمشرق العربي في الوقت نفسه. اما روسيا الاتحادية فوجدت ان الثورات العربية قد تنتج تغييرات جيوستراتيجية في الاقليم لا تتلائم وطموحها المتنامي في عهد الرئيس بوتين لاعادة تواجدها في المناطق التي شكلت لها مناطق نفوذ خلال مرحلة الحرب الباردة ، لذا انتجت تحفظات ومواقف مناوئة لطريقة التغيير في ليبيا وقامت بالشيء نفسه في سوريا والتي تعدها ضرورة لها في دورها في الشرق الاوسط من المنظور الاستراتيجي ـ الامني نظرا لغيابها عن المنطقة جيوـ اقتصاديا فوجدت بانها من خلال البوابةالسورية سوف تستطيع تعزيز دورها من جديد لمواجهة منافستها الولايات المتحدة الامريكية في عموم المنطقة العربية.