ما بعد الثورات العربية: أزمة التفكير بالدولة
الملخص
الدراسة محاولة لبحث أزمة الدولة الوطنية في ظل الثورات العربية، فإذا كانت تلك الثورات العربية هي نتيجة لفشل مشروع الدولة الوطنية؟ فهل لدى القوى "الثورية" التي حملت مشروع تغيير الأنظمة الاستبدادية مشروع ورؤية للدولة أم لا؟ أم أن التفكير في الدولة ليس من القضايا المفكر فيها ضمن مشروع التغيير.
ويبدو إن القوى السياسية والحزبية التي تصدت للثورات العربية وغيرت عدداً من أنظمة الحكم، لا تزال تفتقد إلى ايدولوجيا محددة للدولة، إذ أن أزمة التفكير في الدولة التي حملتها الأيديولوجيات الإسلامية والقومية لا تزال حاضرة من دون أي محاولة لتلافي أخطائها. فالتغيير لا يزال ضمن نظام الحكم، مما يؤكد على أن مشروعها لتغيير السلطة وليس لإعادة بناء الدولة.
فالدولة كمؤسسات لا تزال تعاني من سلسلة أزمات مترابطة ومتداخلة ، وعدم استكمال مشروع بناء الدولة يعد السبب الرئيس في إعادة إنتاج الأزمات، والتحول باتجاه الديمقراطية هو ليس العصا السحرية القادرة على بناء دولة وطنية ديمقراطية. فالأنظمة السياسية التي تشكلت في مرحلة ما بعد الثورة، لحد الآن غير قادرة على استيعاب النخب الخاسرة واحتواء العنف السياسي.