التوازنات الدولية والإقليمية وأثرها في الاستقرار الأمني لمنطقة الخليج العربي بعد العام 2015

المؤلفون

  • أ.د. عبدالأمير عبدالحسن إبراهيم كلية السلام الجامعة

الكلمات المفتاحية:

توازن القوى، الاستقرار، الخليج العربي، الأمن الإقليمي، التنافس الدولي.

الملخص

الملخص

   أدى إعادة تشكيل النظام السياسي العالمي بعد الحرب الباردة وزيادة التنافس العالمي بين القوى العظمى واندلاع الانتفاضات العربية إلى انطلاق منافسات بين القوى الكبرى إلى جانب منافسات إقليمية موازية بهدف تحقيق هيمنة أمنية وسياسية إقليمية.

  إن التنافس بين القوى العظمى، إلى جانب الخلافات الإقليمية بين إيران السعودية وإسرائيل وتركيا، قد ترك آثار سلبية على استقرار المنطقة. ولطالما كانت منطقة الخليج العربي بفضل مواردها الطبيعية الغنية، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، والممرات البحرية الدولية الرئيسة الممتدة من قناة السويس وباب المندب إلى مضيق هرمز موقعًا طبيعيًا لتنافس القوى العظمى لسنوات.

  وفقًا لوثيقة لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكية لعام 2017م الصادرة عن إدارة الرئيس السابق (دونالد ترامب) التي أعادت رسم التوزيع الجغرافي، وبشكل أكثر تحديدًا مع كل من الصين وروسيا ، إذ غيرت الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً تركيز سياستها الخارجية إلى التنافس بين القوى العظمى، وعدت الصين الشعبية وروسيا الاتحادية بوصفهما المنافسين الرئيسين لها.

 وفي إطار التنافس بين القوى الدولية، أصبحت منطقة الخليج العربي ذات أهمية استراتيجية متزايدة لكل من الصين وروسيا في مقابل تراجع لاهتمامات الولايات المتحدة الأمريكية بهذه المنطقة أوجد فراغاً سياسياً وأمنيا شغلته قوى دولية وإقليمية منافسة.

  إن الإدارات الأمريكية السابقة في عهد (باراك أوباما ودونالد ترامب) لم تخفي توجهات سياستها الخارجية بالتحول نحو شرق آسيا وإصدارها إشارات غامضة فيما يتعلق بالتزام الولايات المتحدة بالسلام والأمن في الشرق الأوسط والخليج العربي.

 وفيما يتعلق بالصدقية في التعهدات، فإن تردد إدارة الرئيس الأسبق (باراك أوباما) في التدخل في سوريا، وقرار الرئيس السابق (دونالد ترامب) المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من المنطقة قد قوبل بردة فعل سلبية من الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة الأمريكية.

  لقد توجس حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية القلق بشأن الوجود الأمريكي في منطقة الخليج العربي، وبدأت القوى المحلية في التساؤل إلى أي مدى ستظل الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بحماية موارد الطاقة الإقليمية والممرات البحرية؟  في ظل بقاء الولايات المتحدة الأمريكية أقوى دولة عظمى لها تواجد عسكري وسياسي في المنطقة عملت على توظيفه، جنبًا إلى جنب مع التقاليد الدبلوماسية الطويلة في المنطقة بهدف دعم الحلفاء المحليين والتصدي إلى منافسيها المحليين.

    لقد عملت الولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ على قوة رائدة في المنطقة لسنوات عديدة، فمن الناحية الأمنية، يصعب تحدي موقف الولايات المتحدة في المنطقة من قبل أي قوى خارجية أو محلية، غير أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020م وتولي (جو بايدن) مهامه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية قد أضفت تغييراً في بعض ملامح سياستها في الخليج العربي، لكن من غير المرجح أن تؤدي إلى تحول جذري في ممارسة أدوارها السياسية والأمنية في المنطقة.

التنزيلات

منشور

2024-03-19

إصدار

القسم

Articles