مُتغيِّرات المنظومة الأمنيَّة الشَّرق أوسطية في ضوء التنافس الإقليمي والدَّوْلي وأثره على الأمن القومي العراقي بعد عام 2019
الملخص
المُلخص
تُعدُّ السِّياسات الأمنيَّة في الشَّرق الأوسط محور التطلُّعات العالمية، وتجسد مدخلاً للمحفِّزات البيئة المكوِّنة للسُّلوك الخارجي للحفاظ على الأمن القومي، وهي عنصر التخطيط الإستراتيجي لدى صانع القرار الفاعل والمساهم ضمن المحيط الجيوبوليتيكي الشَّرق أوسطي الّذي ينتقصه الاستقرار وتجبره المُتغيِّرات على تكتُّلات تعنى بصياغة مشاريع أمنيَّة تتطلب شراكة إستراتيجية في إطار التعاون، وهذه المشاريع لا تقضي على الطرف المنازع بقدر انهاك قواعده وأذرعه، وتدفعه للتحرك بحكمة نحو سياسة أمنيَّة متزنة.
إن مشكلة الأمن الإقليمي تمثَّل استمراراً للاضطرابات السِّياسيَّة جراء التنافس بين الولايات المتَّحدة وإسرائيل وتركيا ودُوَل الخليج العربي، من جهة، وبين روسيا والصين وإيران، من جهة أخرى، فلم تُعدُّ أميركا قادرة على الاحتفاظ بمكانة الريادة في النظام الدَّوْلي الأحادي القطبية استناداً إلى القدرات العسكرية القتالية المتفوُّقة والانتشار السريع للرد على المواقف الطارئة، حيث دفعت روسيا والصين نحو النظام العالمي المُتعدِّد الأقطاب مشفوعاً برؤيتهما المُتجدِّدة لتقييم أدوار القِوى الإقليميَّة المُحدِّدة لمسار العلاقات بعيداً عن مبدأ الهيمنة واستغلال مناطق الفراغ الإستراتيجي، وهنا بدأت القِوى الكُبْرَى بإجراء مراجعة فورية للسِّياسات الأمنيَّة، وطرح مشاريع جديدة لإعادة رسم الخرائط الأمنيَّة، وهذه المُتغيِّرات وضعت صانع السِّياسيَّة العراقية أمام خيارات مُتعدِّدة ومعقدة لتبويب الأمن القومي كونه ما زال عرضة للتجاذبات، إذ لم تحدَّد السِّياسيَّة العراقية الخيارات والبدائل لمواجهة الأزمات الداخلية، والثوابت الّتي تسهمُّ في صناعة العلاقات الخارجية، ولم تحسم خيارها في مناصرة أو معاداة أو الحياد من القِوى الإقليميَّة والدَّوْلية.