العلاقات المصرية - التركية منذ العام ٢٠١٤

الملخص

    مصر و تركيا هما أكبر دولتين في الشرق الأوسط،  وشرق البحر الأبيض المتوسط، وتملك كلتاهما موقع جغرافي  واستراتيجي مهم ، إذ  تتوزع أراضي  تركيا بين قارتي آسيا  وأوروبا، و تمثل حلقة وصل بينهما كما تشرف على أهم بحار ومضائق العالم كالبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود ومضيقا البوسفور والدردنيل، وهي مركز مهم لنقل الطاقة إذ انها تجاور أهم  الدول النفطية في العالم  مثل العراق، و روسيا،  وايران،  كذلك مصر فتقع أراضيها بين قارتين هما آسيا و افريقيا،  إذ تمثل شبه جزيرة سيناء الشطر الآسيوي منها،  وتشرف على بحار مهمة هما البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر اللذين تفصل بينهما قناة السويس وهي أقصر طريق بحري بين أوروبا، و دول المحيط الهندي، وغرب المحيط الهادئ وهي أكثر القنوات الملاحية استخداماً حول العالم،  كما تتقاسم الدولتان التفوق العسكري في منطقة الشرق الأوسط، إذ  تنتزع كلتاهما المراتب الأولى في المنطقة، كما تصنفان من بين أقوى عشرين دولة عسكرياً في العالم، وتعد تركيا  فاعلاً رئيساً وثاني اهم قوة عسكرية  في حلف الشمال الاطلسي،  ومن حيث الكثافة السكانية، تأتي مصر، وتركيا أيضاً  ضمن الدول العشرين الأكثر سكاناً في العالم، وتشكلان معاً نصف إجمالي سكان الشرق الأوسط برمته،  وتحتل الدولتان مكانة مهمة في قلب العالم الإسلامي، إذ  تحتضن مصر مؤسسة الجامع الأزهر الشريف، أهم جامعة إسلامية في العالم، و واحدة من أهم أدوات القوة الناعمة المصرية،  فيما كانت تركيا موطناً لآخر خلافة إسلامية زهاء أربعة قرون، وشكلت أهمية هذين البلدين في المنطقة حافزاً للتنافس الشديد بينهما للعب أدوار أكبر في صنع القرار السياسي، وإدارة التحالفات، وطبيعة النظم في الشرق الأوسط.