الولايات المتحدة والحرب على الإرهاب: التناقض في مواجهة الأزمة السورية
الكلمات المفتاحية:
الولايات المتحدة الامريكية ,الارهاب,سورياالملخص
هذه الدراسة محاولة لسبر غور ما يسمى بالحرب الأمريكية على الإرهاب وفق فرضية ترى أن الإرهاب صناعة أمريكية، وان الإدارات الأمريكية المتعاقبة استندت إليه في تبرير محاولاتها للهيمنة العالمية وقمع الشعوب، وان ما يجري في سوريا وتناقض المواقف الأمريكية في الأزمة السورية يكشف عن عمق التورط الأمريكي في هذه الصناعة وان ما يجري هو إدارة أمريكية للإرهاب وليست حربا ضده. وكان اختيار الإرهاب العدو الغامض القابل للتشكيل حسب الحاجة قد خرج من مطابخ المخابرات الأمريكية ودهاليزها ووضع العالم كله أمام خطر داهم بعد أن فقدت الولايات المتحدة السيطرة على ما صنعته بأيديها. وفي المنطقة العربية التي حرصت الولايات المتحدة على التدخل فيها لأسباب إستراتيجية يتقدمها الحرص على بقاء الكيان الصهيوني والسيطرة على منابع النفط وأسواقه، جاء تشجيع الإرهاب سياسة مكشوفة تحت ذريعة مواجهة الأنظمة القمعية في المنطقة، ومحاولة استغلال الثورات التي عمت المنطقة لإدارة التغيير عبر افتعال صراعات تحرف الثورات عن مساراتها وتشيع الفوضى وتهيئ المنطقة لإعادة رسم خرائطها بما يتفق والمصالح الأمريكية عبر إشاعة الصراعات الطائفية والعرقية.