الجيوبولتك والتهديدات اللامتماثلة في العراق بعد العام 2014
الكلمات المفتاحية:
التهديدات اللامتماثلة ، الأمن الوطني ، الردع ، السيادالملخص
يترك التهديد بصورةٍ عامة إنعكاساً كبيراً على الأمن الوطني و يعتمد ذلك على نوع التهديد و نطاقه و الفواعل المسببين له، و يفهم التهديد اللامتماثل على أنه تهديد يتخذ شكلاً أو صورةً غير تقليدية، ويتميز بالظهور في المجالات ذات الصلة بالأمن الوطني والأمن الداخلي، ويُشكل هذا التهديد تحديًا كبيرًا للدولة والمجتمع من إذ القدرة على التصدي له.
و تؤثر التهديدات اللامتماثلة بشكلٍ كبير على الأمن الوطني العراقي، إذأن الجماعات الارهابية يستهدفون أهدافًا ليست عسكرية أو أمنية فقط، بل هي إقتصادية، و اجتماعية، و ثقافية، وبيئية. هذا يجعل إتخاذ التدابير الواجبة صعبًا وكبيرًا، والعملية تتطلب مزيدًا من التعاون بين القوات الأمنية والمدنية في مكافحة هذا التهديدـ لقدانعكست التهديدات اللامتماثلة على الأمن الوطني العراقي إذ خلقت واقعاً امنياً غير مستقر، فقد استطاعت الجماعات الإرهابية من توظيف الجغرافية في شن الهجمات وتهديد الأمن العراقي مستغلة مزيج من المعطيات الجغرافية و التكنلوجية غير التقليدية في نشر التهديد إذ لم تكن الحدود تشكل عائق أمام نقل التهديد الى الداخل العراقي، سيما بعد العام 2014، اذ أستطاع تنظيم داعش الإرهابي من نقل التهديد الى العراق، تشير التغييرات الجغرافية في العراق بعد عام 2014 إلى تحديات كبيرة تواجه السيادة العراقية. فقد تمت السيطرة على العديد من المناطق في البلاد من قبل تنظيم داعش الإرهابي، وتم تشكيل العديد من المناطق الجديدة الخاضعة لسيطرة هذا التنظيم. وقد أثر الوضع الجغرافي في العراق أيضا على العلاقات الدولية للبلاد، إذ حدثت تغييرات كبيرة في الحدود والحقوق السيادية للدول المجاورة. ومن المهم أن تتعامل الحكومة العراقية بحرص شديد مع هذه التحديات الجغرافية، وتعزز العلاقات الدولية بما يحقق مصلحة العراق وشعبه.
فضلاً عن أن انتقال التهديدات أصبح عابر للحدود إذ يمكن أن يخطط و يدار التهديد من خارج الحدود، مما خلق تحدي حقيقي أمام العراق في كيفية مواجهة هذه التهديدات التي بدأت تترك آثار على الواقع العراقي، و أصبح من الواجب مواجهة هذا النمط غير التقليدي من التهديد، و الحد من اثاره، و انعكاساته، و من ثم خلق منظومة ردع غير تقليدية تمنع هذه التهديدات في المستقبل و على الرغم من كل التحديات التي تواجه فكرة ردع التهديدات غير المتماثلة فان ضرورة وجود ردع يواجه هذه التهديدات و يمنعها تبقى حاجة ضرورية إذأن فكرة الردع تتطلب خطوات و مراحل للتنفيذ من أجل تحقيق النجاح و إحتواء التهديد.
