اثر الانسحاب الامريكي من العراق على دول الخليج العربي
الكلمات المفتاحية:
دول الخليج، الانسحاب الامريكي، الاحتلال الامريكيالملخص
يشكّل اكتمال الانسحاب الأميركيّ من العراق تحدّياً كبيراً لأطراف عدّة متباينة ومختلفة. بيد أنّه، قبل كلّ شيء ، يُعدّ تحدّياً للعراقيّين أنفسهم كي يثبتوا قدرتهم على إدارة شؤونهم بأنفسهم وجدارتهم في حفظ أمنهم الذاتيّ ، من دون أن تستبدّ فئة بفئة ومن دون حاجة إلى دكتاتوريّة جديدة تستولي على البلد بذريعة حفظ أمنه واستقراره. وهو أيضاً تحدّ للقوى المحلّيّة التي سمّت نفسها «مقاومة للاحتلال الأميركيّ». فإذا ما استمرّت هذه في أعمالها الارهابيّة بعد رحيل الأميركيّين، فإنه من الواضح على نحو لا يقبل أيّ شكّ أنّ ما تسعى إليه هو الاحتراب الأهليّ والعنف الخالص، فيما الجنود الأميركيّون لا يعدون كونهم حجّة يسهل التحجّج بها. وهو كذلك تحدّ للقوى العراقيّة المتعاطفة مع دول الجوار الجغرافي، والمبالغة في التعاطف معها. فهل تستطيع تلك القوى إنشاء استقلاليّة عن هذه الدول، خصوصاً أنّ الثقل الأميركي المقابل قد زال، أم أنّها سوف تمضي في تسليم المواقع العراقيّة، موقعاً بعد آخر، للدول الاقليمية ، ومن ثمّ تبديد بقايا السيادة والاستقلال العراقيّين؟ وهو، إلى ذلك كلّه، تحدّ لإيران ذاتها التي يصحّ الشكّ بقدرتها على استيعاب بلد ضخم ومتنوّع كالعراق، ومن ثمّ على ملء فراغات القوّة التي يتسبّب بها اكتمال الانسحاب الأميركي. ذاك أنّ استمرار نهج التوسّع والقضم السياسيّين سيضع إيران وجهاً لوجه أمام قطاعات عراقيّة كانت مستعدّة، في ظلّ الحضور الأميركي، لملاينتها ومهادنتها، هذا فضلاً عن وجود قوى إقليميّة، كتركيا وبلدان الخليج العربي، لا يروق لها البتّة تفرّد إيران بالعراق وشؤونه.