العوامل الداخلية والخارجية للتغيير السياسي في المنطقة العربية
الكلمات المفتاحية:
الربيع العربي، الشرق الاوسطالملخص
لقد شهدت المنطقة العربية تحولات وتغييرات شاملة انطوت على عنصري المفاجأة من حيث التوقيت، وانعكاساتها الإقليمية والدولية، إذ اجتاحت الدول العربية ثوراتٌ شعبية احدثت جملة من التغيرات والتبدلات الجيوسياسية، حيث استطاع بعضها اقتلاع أنظمة حاكمة كان من غير المتصور أن تتزحزح من مكانها، مع تسلحها بكل أدوات العصر من القمع والدكتاتورية والاستبداد، لذا كان للطابع الشعبي السلمي والنجاح الذي تحقق للشعوب العربية، كما في مصر، تونس، ليبيا واليمن، في إسقاط أنظمتها الحاكمة، دلالة شديدة الأهمية في أن الشعوب العربية قد بدأت في إطار سعيها للحرية والكرامة والعدل والمساواة، في مرحلة الفعل والإرادة وتحقيق مصالحها التي سعت إليها منذ عقود، مؤسسة لإرهاصات نظام إقليمي عربي جديد، وبروز ادوار لقوى جديدة صاعدة سوف تقوم بتوظيفها بعدها من الفاعلين الجدد ضمن إطار النظام الإقليمي للمنطقة العربية لمرحلة مابعد الثورات العربية. وعليه تعد ثورات الربيع العربي حصيلة لمجموعة من العوامل الداخلية السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب العوامل الخارجية التي كان لها دور محدود، ومن هنا فقد شكلت هذه الثورات العربية الداعية إلى التغير السياسي زعزعة لبنية الدولة التسلطية في العالم العربي، مما ساعد على سقوط بعض الانظمة العربية، لذلك كانت لثورات الربيع العربي دور فاعل في أحداث التغيير السياسي في المنطقة العربية، لاسيما ان ثورات الربيع العربي غيرت الرؤية السياسية للدول الغربية حول منطقة الشرق الاوسط بشكل عام، المنطقة العربية ومستقبلها السياسي بشكل خاص، ومن ثم ستفرز هذه الثورات علاقات دولية جديدة مع الغرب تعمل على تغيير شكل التحالفات التي كانت موجودة في المنطقة العربية