الطبقة الوسطى في العراق بين الانطلاق المبكر والإخفاق المتأخر
الكلمات المفتاحية:
العراق , الطبقة الوسطىالملخص
لم تكن كتابة هذه الدراسة بالسهلة أبداً ، ذلك أن أي دراسة تأصيلية – وهذا ما تزعم هذه الدراسة إنها قامت به – تواجه سيلاً من التحدي والصعوبة ، ليس بسبب ندرة المصادر أو قلة المعلومات. حسب وإنما لاختلاف هذه المصادر في توجهاتها ، وانحياز هذه المعلومات لحساب فريق على آخر؛ فضلاً عن اختلاف كل مرحلة في أحكامها وتقييماتها عن المرحلة التي سبقتها وهكذا ، لاسيما إذا تعلق الأمر بالجانب السياسي أو الأيديولوجي ، وهو أمر حاكم في تقييم أو تقويم أي مرحلة سابقة. ومع ذلك تأتي هذه الدراسة كمرحلة أولى في سياق دراسات سوف تتوالى – إن شاء الله –عن الانطلاقة الأولى للطبقة البرجوازية العراقية ، وهي انطلاقة كانت في حينها واعدة برغم من أنها كانت بسيطة ومتواضعة، لكنها ظلت متواصلة ومتفائلة برغم كل التحديات والمعرقلات. وجاءت الدراسة لتثبت أن العراق لم يفتقد أبداً نشوءاً أصيلاً لطبقة برجوازية رائدة، لكن التحديات التي واجهتها حالت دون إكمال مسيرتها بشكل طبيعي وسلس، مثلما حصل لنظيراتها في الدول المتقدمة التي سبقتها في البدء ومن ثم في التطور والارتقاء. وسعت الدراسة لتحقيق غايتها على الالتزام بمنهج تاريخي تحليلي سوسيولوجي