الفواعل مِن غير الدول واستراتيجياتها المؤثرة في تحولات النِظام الدولي : الشرِكات مُتعدِدة الجنسيات أَنموذجاً
الملخص
لم يعد النِظام الدولي يقتصر على الدول والمُنظمات الدولية فحسب في إِطار تفاعلاتهُ، وانما تعدى ذلك إِلى أَبعاد وأَنماط مُتعدِدة، فهُناك قوى فاعِلة أَخذت تتبنى استراتيجيات مُتعدِدة مؤثِرة في تحولاتهُ، يترتب على وجودها نوع مِن النشاطات غير الرسمية تخرج عن مُراقبة الحكومات وتتعدى الحدود الوطنية، فهُناك المُؤسسات اللاحكومية، الشرِكات عابرة القوميات، الجماعات العنيفة، والفاعل الرقمي(الالكتروني) الذي أَصبح مفتاح الهيمنة الخشِنة واللينة على الوحدات الدولية، والتي أَخذت تِلك الفواعل وعلى رأَسها الشرِكات مُتعدِدة الجنسيات توظفهُ، وأَمسى مدخلاً مُهِماً في العلاقات الدولية.
إِذ جسد الاختِراق المدوي الذي أَخذت تُجسِدهُ تِلك الشرِكات لحدود الدول وتزايُد عددها ونشاطها بوصفِها المُنتج الرئيس للسلع والخدمات في التِجارة الدولية، علامةٌ واضِحةٌ على أَنَّ تِلك الشرِكات أَصبحت تعد فاعِلاً رئيساً ومؤثِراً في النِظام الدولي الراهن وتسهم في تحولاتهُ، وبلورة مُميزات وأَدوات النِظام الاقتصادي العالمي الجديد وتأَكيد عالميتهُ، ولاسيما في ظل الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي تتبناها تِلك الشرِكات التي جعلتها جزءً مِن الحروب الحديثة، ولاسيما بعد تنامي المُتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية في العلاقات الدولية على حِساب نظيراتها العسكرية الاستراتيجية والجيوبوليتيكية مِنذُ مطلع القرن الحادي والعشرين.
الكلِمات المفتاحية:استراتيجيات الفواعل مِن غير الدول، تحولات الِنظام الدولي، استراتيجيات الشرِكات مُتعددة الجنسيات.