الذاكرة الجمعية وبناء الهوية في المجتمع العراقي ما بعد عام 2003
الكلمات المفتاحية:
التذكر ، الذاكرة الجمعية ، الذاكرة التاريخيةالملخص
إنَّ إيجاد تعريف دقيق للذاكرة الجمعية مُهمة ليست بالسهلة، إذ إنَّ هذا المُصطلح لم يحظ أسوةً بِغيرهِ مِنَ المُصطلحات في العلوم السياسية، بالاهتمام الكافي مِن قِبل الدارسين والباحثين، ولم يوضع مِن قِبَلِهم على طاولة البحث، وكذلك لم يتم تناولهُ بِشكلٍ مُعمق وشامل، مِما يُتيح استنباط تعريف مُحدد وواضح؛ إذ إنَّ مُعظم التعريفات التي تناولت الظاهرة كانت بِمُجمَلِها مُلتَبِسة، ولا تُساعد في إبراز معالِمِها بِشكلٍ جَلي.
اذ تعد عملية بناء ذاكرة جمعية احدى المقومات الاساسية التي تقوم عليها الدولة العصرية لما تمثله من تعبير عن مدى التفاف الافراد حول وطنهم وانصارهم بمختلف تشكيلاتهم المجتمعية في بوتقته .
واذا كانت غالبية دول العالم المتقدم قد تمكنت من ان تقطع شوطاً كبيراً في هذا المجال من حيث انها رسخت مشاعر الانتماء الوطني لدى افرادها وارست الاسس السليمة لبناء ذاكرة جمعية و بالتالي خلق هويتها الوطنية ، فان معظم دول العالم الثالث لم تستطيع التحرر والانعتاق من الذاكرات الجماعية سواء ان كانت
( الدينية ، الطائفية ، القومية ، القبلية ) ، او انها لم تكن قادرة على بناء ذاكرة جمعية جامعة تسمو على الذاكرات الجماعية الاخرى والولاءات التقليدية التي ظلت راسخة في ذهنية وسلوكية معظم افرادها .