المسارات الجديدة لعلاقات العراق الخارجية تجاه الدول العربية بعد عام 2017
الكلمات المفتاحية:
المسارات الجديدة للعلاقات الخارجية، العلاقات العراقية العربيةالملخص
عاش العراق بعد الاحتلال الامريكي عام 2003، مرحلة مصيرية صعبة اعادت رسم وتشكيل ملامح الدولة العراقية الجديدة، عانت عملية صنع القرار فيه بعدم وضوح الرؤية والتشتت بسبب تقاطع وتضارب مصالح القوى السياسية الداخلية الفاعلة، المحكومة بدوافع قوى اقليمية مغذية لها، تحاول الاستحواذ على موطيء قدم لها في العراق الجديد، وهنا لايمكن وضع اللوم على العراق وحده فقط، بقدر ما يقع على البيئة العربية والمحيط الاقليمي وسياساتهم المضطربة من استقطابات وقوة جذب آيدولوجي، وسياسة محاور، أثرت بشكل سلبي على تعافي العراق وتحقيق استقراره. ولابد من القول ان العراق برغم التغيير الذي شهده في بنيته السياسية وتركيبة وشكل نظام الحكم فيه ودوره الاقليمي، الا انه يمثل محوراً جيوبوليتيكياً دولياً وإقليمياً فعالاً يسهم في التوازن الاستراتيجي المستقر في المنطقة التي ينتمي اليها لما يربطه بمصالح حيوية بالعالم ومرونة وحركة القوى الفاعلة باتجاهه. تشهد الحالة العراقية حراكاً سياسياً رسمياً وغير رسمي على المستوى المحلي والدولي، والذي سينعكس ايجابياً على دول الجوار العربي وحتى محيطه الاقليمي، ومن خلال نظرة ثاقبة للمستقبل، نرى ان العلاقات العراقية – العربية تؤشر الى مرحلة متطورة ومهمة تتأثر بالحوارات والتفاهمات السياسية والامنية، والتنسيق المشترك، والتوافقات السياسية الداخلية، لايجاد سبل مشتركة لمواجهة خطرلا الارهاب، اذ كان لنجاح التعاون والتحالف الدولي في القضاء على تنظيم داعش عام 2017م، الأثر الجوهري في الانفتاح العراقي نحو بيئته العربية، وايجاد موقف من القضايا العربية الراهنة، والذي قد يؤدي الى حالة من التناغم والانسجام بين هذه الاطراف حول الكثير من الملفات المطروحة في الساحة العربية.