الذكاء الاصطناعي والوجود الإنساني: قراءة فكرية في الابعاد الاجتماعية
Keywords:
الذكاء الاصطناعي، الانسانية، التداعيات الاجتماعية، التعليم.Abstract
يعد الذكاء الاصطناعي من العلوم الحديثة التي ارتبطت بالإنسان منذ العقود الخمسة الماضية، وأصبحت السياسة الرقمية جزءاً لا يتجزأ من المجتمع لكونها تُستخدم في أغلب مجالات حياة الانسان. وهذا ما شجع صانعوا السياسات التكنولوجية الجديدة في التفكير بكيفية توظيفه لخدمة مصالحهم العليا، بغض النظر عن بذل الجهود للتفكير في تنظيمه، ووضع قيود تراعي التشريعات الدينية، وقوانين ودساتير الدول، والتقاليد والاعراف الاجتماعية. وبدأت بعض برامج الذكاء الاصطناعي تُستخدم كمنصة لمحتوى غير قانوني، وتخترق سلباً خصوصية الانسان، دون أن تحرص وتفكر الشركات في خطوات لمنع إساءة استخدام منصاتها.
حرصت الدول الراعية لشركات الذكاء الاصطناعي الكبرى، من الوقوف أمام الحدّ من تطوير الابتكار، مُدعية أن ذلك يُقيد من حرية تنمية التفكير التكنولوجي. لذلك تواجه اليوم كافة دول العالم مخاوف وتداعيات ضارة على مجتمعاتها من النواحي الانسانية والتعليمية والثقافية...، مما يُساهم في تغيير العديد من سلوكيات الأفراد وأفكارهم، وصولاً لعالم مُولد للتفاهات، خصوصاً بعد فشل إمكانات التحكم فيه، لتصبح بعض الإصدارات المستقبلية من التطبيقات محط تهديداً للبشرية بدلًا عن خدمتها. أن مصدر ومُنطلق الذكاء الاصطناعي هو العقل البشري، لكن طريقة تفكير الانسان تختلف عن طريقة تفكير واشتغال الذكاء الاصطناعي.
لذا أن دول العالم باتت تفكر اليوم بجدية، بأنها على اعتاب تهديد عالمي لا حدوُد وكوابح له، ولا خيار لها إلا الوقوف بوجهه من خلال عقد المؤتمرات الدولية، والاتفاق التي تنظم الابتكار، ووضعه تحت سلطة وتحكم ورقابة الدولة، لا تحت سلطة الشركات الراعية للذكاء الاصطناعي.