ممكنات تعزيز الضد النوعي للتطرف : رؤية فكرية معاصرة
Keywords:
التطرف الارهابي ، الاعتدال السياسي ، الاستقرار المستدام ، الحوار البناء ، الضد النوعAbstract
بالرغم من شيوع ظاهرة التطرف و الارهاب بشكل واضح في اغلب دول العالم العربي و الاسلامي و لكنها كظاهرة هي بشرية موجود في جميع المجتمعات البشرية ولكن التحول من عمومية الظاهرة الى خصوصية عربية اسلامية كان نتيجة عدد من الظروف السياسية و الدينية و الاجتماعية فضلا عن التوظيف لظواهر اخرى مرادفة كظاهرة الارهاب .
هناك تصور شائع من ان التطرف الارهابي لايمكن التعامل معه وفق مبدأ القوة الناعمة بل لابد من تفعيل القوة الصلبة ، و هي الطريقة الوحيدة التي ممكن فيها الحد من شيوع هذا الظاهرة الخطيرة ، و لكن اثبتت التجارب ان ظاهرة التطرف موجودة و شائعة بالرغم من الانتصارات العسكرية و الامنية ، بمعنى ان شيوع المضادات النوعية هي الكفيلة بتحقيق الاستقرار المستدام ، وخلاف ذلك سوف نبقى في ظل ما يسمى بالاستقرار النسبي ، مما يتطلب جهد حكومي و جهد شعبي لغرض شيوع ممكنات الاعتدال ليكون بديلا فعال لمحفزات التطرف .
مع مرور الوقت اصبحت ظاهرة التطرف هي الاساس و ظاهرة الاعتدال هي الاستثناء ، مما يجعل البحث عن معالجة لهذه الظاهرة ضرورة ملحه للغاية ، و اختلفت المعالجات في التعامل مع هذه الظاهرة التي اخذت تضرب العالم و منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص بطرق مختلفة ، بحسب طبيعة هذا التطرف بين ما هو سياسي و اخر ديني و الاخير اخطرها كونه يوظف عقائدياً لغرض اقصاء الاخر المختلف و قد تصل في احياناً كثير لحد تكفير المختلف .
اغلب الدراسات التي اقترحت المعالجات لظاهرة التطرف ركزت على الزاوية الامنية و العسكرية ، صحيح ان المعالجات الاخيرة مهمة و ضرورية لكن لا يمكن لها ان تحقق الاستقرار المستدام لان المعالجات تحتاج الى مضادات من جنس العمل ، فالتطرف غالباً ما يرتكز على فكر من جهة و ممارسة سياسية من جهة مما استوجب التركيز على المضادات الفكرية و السياسية كونها تمثل ضد نوعي للتطرف .