النظام الانتخابي في العراق 2020: إشكالية الدوائر المتعددة

Abstract

إن النظام الانتخابي ما هو إلا وسيلة لتحقيق مجموعة من الغايات، يأتي في صدارتها تحقيق العدالة والمساواة، والوصول إلى نوع من الاستقرار السياسي في البلد، لكن يلاحظ المتتبع الجيد لمسار التجربة السياسية العراقية بعد عام ۲۰۰۳، أن اختيار نوع وشكل النظام الانتخابي أصبح غاية بحد ذاته، مما زاد من عملية تعقيد المشهد السياسي العراقي، ومن ثم انعكاس ذلك على زعزعة الثقة بعملية التحول نحو النظام الديمقراطي، فمنذ مغادرة العراق لنظام التمثيل النسبي وفقاً للدائرة الواحدة في أول انتخابات بعد العام ٢٠٠٣، والتحول الى نظام التمثيل النسبي على مستوى المحافظات، والجدل محتدم بين الأوساط السياسية والأكاديمية على شكل النظام الانتخابي الأنسب للعراق، هذا الجدل والبحث عن نظام انتخابي مناسب خضع دوماً لقانون النسبية وفقاً للمصلحة الحزبية، فما يراه حزب معين مناسباً، لا يراه الحزب الآخر كذلك، حتى نتج عن هذا الأسلوب في إدارة الدولة وتغليب المصلحة الفئوية على مصلحة المجتمع نوع من التذمر الشعبي وصلت ذروته في احتجاجات تشرين الأول عام ۲۰۱۹، التي استطاعت أن تفرض على الأحزاب الماسكة للحكم شكل نظام انتخابي جديد يقوم على الأغلبية وفق دوائر انتخابية متعددة، وأخذ بهذا النظام فعلياً في انتخابات عام ۲۰۲۱، لكن وبالرغم من ذلك عاد من جديد الآن الحديث عن ضرورة تبني نظام انتخابي آخر.